Image Not Found

تربية الأبناء وشبكات التواصل..!

د.طاهرة اللواتي – عُمان
عضوة مجلس الشورى

تربية الأبناء لا تتم عبر شبكات التواصل، تربية الأبناء هي جزء من أصل المجتمع العماني، عندما يتشرّب أبناؤنا عاداتنا وتقاليدنا، والتمسّك بالأسرة والمجتمع هي سبيل نجاح المجتمع. طبعا التقنية أصلها خدمة البشرية، لكن للأسف استُغلّت بطريقة سلبية جدا، وأثّرت على النشء ليس في بلدنا فحسب، فكل أنحاء العالم يُعاني منها، لكن علينا أن نحافظ على إرثنا وترابطنا الأسري على تربية أبنائنا التربية الصالحة؛ فبناء الأوطان من بناء الشباب.

كلمات جلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه – أتت على الوتر الحساس؛ فقد أصبحت شبكات التواصل المربي البديل والفوري، هكذا فعل الجوال عندما توفر لدى الأبناء، هذا الجهاز الضئيل في حجمه الخطير في أثره. أصبح الجوال يُجبر الوالدين والراشدين والجهات المسؤولة عن التربية على الاستقالة من وظيفتهم الأهم، وهي تربية النشء؛ كي يُفسح المجال لشبكات التواصل لتربية ونمذجة الأبناء والشبيبة على ما تشاء، ويا ليتها نمذجة عشوائية وفوضوية فقط! إنها ليست كذلك، وما نشهده من تزايد حالات التمرّد والتنمّر بين الأبناء، وتبنّيهم لمجموعات خطيرة في أفكارها وتوجهاتها بدءا من التطرّف ومرورا بالمثلية وأخواتها وبناتها، والإدمان الإلكتروني، وانتهاء بالإلحاد؛ يجعلنا نقول بعينين مغمضتين، إنه توجد جهات أخذت على عاتقها مسؤولية توجيه أجيال المستقبل إلى أنفاق مظلمة فيها كل شيء إلا قيمنا وأصالتنا ومصلحة أوطاننا.

إنّ جلالة السلطان – حفظه الله – يدق الجرس عاليا، فلولا خطورة هذا الموضوع لما تناوله بتلك العبارات القوية في أبعادها.

الرسالة واضحة، ولكل رسالة متلقٍ، ومتلقو هذه الرسالة هم الوالدان والأسرة والمدرسة والمؤسسات التربوية والاجتماعية والثقافية والدينية. هم الآن مطالبون بخطط آنية قصيرة وطويلة الأمد لتربية الأبناء؛ للوقاية من غزو شبكات التواصل، لبناء الحصانة في نفوس الأبناء، لإعادة شبكات التواصل؛ هذا المارد الذي تعملق إلى حقيقته، وهو أنها مجرد شبكات تواصل، وليس مربيا ومؤدبا للأبناء.

يجب أن تكون كل هذه الجهات على قدر المسؤولية؛ فالآتي أعظم، وهو عالم الميتافيرس، إذا لم نستطع كسب التحدي مع شبكات التواصل الآن، فإن عالم الميتافيرس على شبكات التواصل سيكون الأعظم خطرا، والأشد تناقضا معنا

لبناء أبنائنا وأوطاننا.